منتديات العرب والعروبة
موضوع بعنوان :ماهي أسباب الشفاء
الكاتب :المربـد


a1083909

IMG54931-1236617013


بعدما تعرفنا من خلال ماسلف من مضمون مواضيعنا عن طرق العلاج وكيفيته والجرعات

والحقيقة كنت أتكلم بكل ذلك من خلال ماتعلمت بفضل الله ومن خلال تجاربي وتجارب الآخرين خلال السنين الطويلة التي قضيتها في هذا المجال

فأنا ملتصق بهذه المهنة كالتصاق الفلاح بأرضه




مهما كانت مساحة هذه الأرض فهو لاينظر إليها كمصدر مادي فقط بل لايستطيع أن يرى نفسه بدونها

ولذلك وجدت أن أطرح موضوعاً مهماً جداً يتعلق بمهنتي كعطار

لو تتبعت سير العطاريين الذين أحبوا مهنتهم ومنهم ربما

لايعرف القراءة والكتابة إنما ورثها من أجداده




فانك ستجد في سيرهم الطيبة أنهم يولون هذا الجانب الذي أريد التحدث عنه أهمية كبيرة جداً

فلديهم اعتقاد مطلق أن هذه العشبة أو تلك الخلطة ماهي إلا سبب في العلاج وأن الشافي هو الله

مع معرفتهم تماما أن هذه العشبة هي التي تصلح لهذا المرض ولا تصلح للمرض الآخر

وهو عكس الفكر المادي الذي يعتمد اعتماداً مطلقا على الدواء كشافي للمرض




وهذا مايخالفه الواقع فرأينا كثير من الناس شفاهم الله عزوجل بأعشاب بسيطة لاعتقاده أن الشافي هو الله

وكثير من الناس وهووا قع يعرفه الناس من خلال سماعهم أو رؤيتهم أو حتى الاطلاع على حال الكثير منهم على النت وهم يتخبطون في العلاج وهم يحملون رايات اليأس بعقولهم

فتراهم يبحثون عن أسماء مشهورة أو أدوية جديدة على ساحة الطب

وهنا لاأقصد ابداً أنني أعارض البحث والتطور سواء على مستوى الأطباء أو الأدوية ولكن أعارض الاعتقاد




الراسخ في الذهن أن هذا الدو اء أو ذاك هو الشافي وليس سببا في حد ذاته للشفاء

فنرى هؤلاء العطاريين والمعالجين الذين أنا بصدد التحدث عن نجاحهم في العلاج

فهو دائماً يقول لك مثل مشهور عندنا (خذ من عبدالله وتوكل على الله )

يقول لك اشرب هذه الأعشاب لمدة شهر مثلاً وعليك أن تسمي الله دائماً وتقرا آيات الشفاء وتتصدق ولو بشيء بسيط بنية الشفاء واعلم أن الله هو الشافي




هذه الكلمات البسيطة ذات المعنى الرائع لها قوة كبيرة في العلاج وهذا العطار البسيط هو يردد هذه الكلمات باعتقاد مطلق بما يقول دون أن يقصد انه يدخل على المريض من أوسع أبواب العلاج

وهو العلاج النفسي للمريض الذي نجده دائماً متعب ومرهق مما ألم به من آثار هذا المرض

على جسمه ونفسه فتجد أن المريض أخذ جرعة كبيرة رفعت طاقته العلاجية أو رفعت مناعته إلى جانب تلك الأعشاب المساعدة التي تخص حالته




إن هذا الجانب الذي له مسميات مختلفة في العلوم الطبية وله تخصصات في الجامعات

هناك علم الطاقة وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها من المسميات المختلفة

والتي تحاول بعلومها أن تخرج المريض من حالة اليأس المعيبقة للشفاء

لان اليأس من الشفاء يبطل مفعول أي دواء مهما كان قويا لان الإنسان ليس مادة فحسب بل هو مادة وروح




فإن أنت اتجهت بالعلاج إلى الجانب المادي وأهملت الجانب الروحي أفشلت العلاج كما أننا نرى أناساً بالطرف الآخر يتجهون إلى الجانب الروحي في العلاج بالمطلق دون الأخذ بالأسباب

وكم سمعت من يفسر كلام الله خطأ ( وإذا مرضت فهو يشفين) صدق الله العظيم

فيقول إن الله يقول ذلك فهل لديك اعتراض وهو يعني أن الإنسان إذا مرض لا يتناول أي شيء

من الدواء ويقول إن الله سيشفى




نقول نعم إن الله هو الشافي ولكن لو أنك قرأت القرآن بتفسيره لعرفت معنى هذه الآية بربطها في سياقها وضمها إلى ماتعني الآيات الأخرى

فعنما طلب أيوب عليه السلام من الله الشفاء تقبل الله عزوجل الدعاء ووجهه إلى الأخذ بأسباب الشفاء

وعملها أيوب صلى الله عليه وسلم وشفي

وهناك الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب

حيث قال صلى الله عليه وسلم ماأنزل الله من داء إلا انزل معه الشفاء عرفه من عرفه وجهله من جهله فإن أصاب الدواء الداء بريء بإذن الله




وأيضاً أوصى صلى الله عليه وسلم باستخدام بعض الأدوية لبعض الأمراض مثل الحبة السو داء والسنا والسنوت والقسط والحجامة وغيرهما كأسباب في العلاج

فإذاً على الإنسان أن يكون معتدلاً متوازناً في فكره وتفكيره سواء كان مريضاً أو معالجاً

يأخذ بأسباب العلاج معتمداً على الله في الشفاء

وسر نجاح علمائنا السابقون في جميع مناحي الحياة يكمن في فهم معنى الحياة كاملاً فعمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعروف من هو هذا العادل والشجاع كيف أوضح أمراً هاما في هذه الحياة ويعتبر دستورا صالحاً لكل مناحي الحياة




عندما قال جملته المشهورة نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فان نحن أردنا العزة بغير الإسلام أذلنا الله

هذا القول كان في مجال الحروب التي كانت دائرة على أعتى إمبراطوريتين وهما الفرس المجوس والروم

وقد قهرهم وأذلهم الله على يد هذا الرجل




ولو تمعنا قليلاً في هذا القول الرائع وحاولنا أن نسقطه على موضوعنا في الطب لوجدناه ينطبق تماماً

على المعالج والمتعالج فمن ضن أن الدواء بقوته أو كثرته أو قلته هو الذي ينتصر على المرض بدون الاعتماد والاقتناع أن الشافي هو الله فهو مخطئ ولو أن تلك البحوث العلمية الرائعة في الغرب وما يصرف عليها من أموال طائلة أقول لو أن هؤلاء العلماء لديهم القناعة أن الدواء وسيلة للشفاء لرأيت أن فيروس الايدز وغيره يترنح منذ زمن
ولكن للأسف أمامهم كل شيء واضح وما أن يكتشفوا دواء ويصفقوا له حتى يظهر لهم الفيروس بشكل آخر بل حتى الأمراض التي نسي الناس خطورتها عادت بقوة مثل السل وغيره

وانظرأيضاً إلى الجانب الأخر في الحياة وتستطيع أن تسقط المعنى على الجانب الطبي
أو أي جانب من جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية



عندما أمر الله عزوجل نوح عليه السلام أن يصنع الفلك وبين له أمراً أنه لن يؤمن أحد من قومك إلا من قد آمن معك وبقي نوح فترة طويلة من الزمن يصنع السفينة وكان مع أصحابه يأتون يعملون بكل مايملكون من قوة حتى انتهت صناعة السفينة التي هي وسيلة لنقل من آمن مع نوح إلى الجانب الآخر من الحياة بعد أن يهلك الله هذا الجانب السؤال أليس أمر الله إنما يقول للشيء كن فيكون هو نافذ فإن الله عزوجل قادر على أن ينقل نوح ومن معه إلى الجانب الذي أراده له بدون سفينة أو أن يصنع سفينة بكلمة منه




ولكن الله عزوجل علّم هؤلاء الناس ونحن من خلالهم أن الحياة لها أسبابها ويجب الأخذ بها فإن كنت تريد أن تصل إلى مكان معين فأنت تحتاج إلى وسيلة من وسائل النقل التي تتناسب مع بعد أو قرب المكان فأنت قد تحتاج الطائرة كما أنك قد تحتاج إلى أقل من ذلك وربما تحتاج رجليك كوسيلة للوصول وهكذا

ولكن قد يتبادر للذهن أن هناك اختراق للأسباب من الله في بعض الحالات التي مرت في التاريخ كانشقاق البحر بعصا موسى أو إبطال مفعول النار على إبراهيم وكثيرة هي الأمور التي خرجت عن الأسباب المتعارف عليها




وأيضاً ًحصل شفاء لكثير من الناس فجأة وتحصل هذه الأمور إلى أن يرث الله ومن عليها وهي أيضاً تكون أسباب للإيمان بالله عزوجل وقدرته على كل شيء وهي من الأسباب الطيبة و المبشرات للمؤمنين أنه لايوجد يأس من رحمة الله وقد أنجبت زوجة إبراهيم وهي عجوز وقد جاء عيسى من غير أب

وهنا يتصدر الدعاء كسبب لمثل هذه الأمور وغيرها من الأمور التي عجز فيها الطب أو غيرها من وسائل الحياة فيأتي اللجوء إلى الله حلاً وقد رأينا وعرفنا الكثير

من الأمور التي خرجت عن قواعد الحياة بأمر الله




ولكن على الإنسان إذا ما ألمت به مصيبة أو مرض أقول عليه الأخذ بأسباب الحل والتوكل على الله دائماً حتى إذا عرف أن كل الأسباب التي يعرفها لم تعد تجدي عندها عليه الاستمرار بالدعاء ولا تدري بأي لحظة أن يأتي الفرج لان الله لايمكن أن يرد دعاء من دعاه بقلب صادق