منتديات العرب والعروبة
موضوع بعنوان :رومانسية الزوج الجزائري ... حقيقة أم خيال
الكاتب :معسكريانو محمد


t1086_9892
استوقفني مؤخرا و من خلال موضوع الورود للأخت مطر بعض التدخلات التي مفادها بأن الزوج الجزائري لا يتصف بالرومانسية فسرحت بخيالي لأجد نفسي في مجتمعات غير المجتمع الجزائري أين تتعامل المرأة مع زوجها بلغة الورود و في المقابل هو كذلك فإذا عاد من عمله لم يرجع إلا و باقة من الورود في يده يهديها لزوجته و هي الأخرى تستقبله بالورود فتلعب الورود دور ساعي البريد لتنقل الرسائل و العبارات من طرف لآخر ويظهر جليا بأن الزوج هنا يفهم هذه الرسائل "المشفرة" و معانيها .

  بعد أن أبحرت في هذا الخيال المثالي فكّرت أن أسقط هذا السلوك على الأزواج الجزائريين و أبحرت مجددا متصورا ماذا سيحدث لو أن الزوجة أرادت استقبال زوجها برومانسية بعد قدومه من العمل لتنسيه و تزيح عنه متاعب و هموم اليوم فحضّرت مائدة لعشاء رومانسي و أشعلت الشموع و وضعت ورودا حمراء في مزهرية وسط المائدة ، ولست أدري لماذا حدث تشويش في هذا المشهد بسرعة في ذهني و كأن البث قد انقطع فجأة عن إحدى القنوات و عوض أن أشاهد كيف سيتصرف الزوج و هو يرى ما أعدته زوجته لاستقباله رأيت ولدا صغيرا يحوم حول المائدة و إذا به يهمّ بنزع الورود و بعد أن مزقها و رماها على الأرض راح يسكب ماء المزهرية على الشموع فأطفأها . حاولت أن أتخطى هذه الصورة المحبطة وركزت من جديد على لحظة دخول الزوج و رؤيته لما أعدته زوجته و تسائلت يا ترى ماذا سيفعل ؟
وإذ بالارسال ينقطع ثانية لأجد نفسي أشاهد في قناة أخرى تعرض صورة امرأتين تمران قرب المائدة فتقول إحداهما للأخرى : " مسكينة المخلوقة راهي حاسبة بلي تزوجت مع مهند " فترد عليها الثانية : " شفتي كامل الرجال يتبدلو مور الزواج و يرجعو كي الصنم خليها دك يضربها الحيط تانيك هي و تفيق "
هذه المرة قرّرت أن أركز و أبعد عن ذهني تطفل هاته الأفكار الجانبية و استحضرت من جديد صورة الزوج و بعد عناء في التركيز و إذ بالزوج يطرق الباب طرقا شديدا و ما إن شاهد الشموع و انطفاء الأضواء انفجر صارخا : شفتي يا لي ظلي حالّة فمك قدام التيلي ها راهم قطعو علينا الضو و الفاتورة راهي تجي غالية هادي حالة هادي " ثم التفت و انتبه للورود و ما أعدته زوجته لينفجر من جديد و هو محمر الوجه من الانفعال : واش هاد الكرنفال تاني لي راكي دايراته و النوّاش بعدي من وجهي هاد الشكيل و جيبينا عشا نورمال " و قبل أن تفتح الزوجة فمها لتشرح له الأمر أضاف قائلا و هو يتوعد : " المرة الجاية نصيب هاد البوقال نكسّره على راسك" بعد هذه الصورة السوداء  قرّرت أن أغلق " قناة الخيال" و أكف عن خلط خيالي و مثاليات المجتمعات الأخرى بواقع الزوج الجزائري .
متسائلا في الأخير هل رومانسية الزوج الجزائري حقيقة أم خيال ؟

t1086_5342