منتديات العرب والعروبة
موضوع بعنوان :ربوا أولادكم على علوم الشريعة
الكاتب :مجيد




a1083909
* * * * * * * * * * * * * * * * 
الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛​
... أعضاء و رواد منتديات العرب و العروبة 
 ...
أضع بين أيديكم اليوم هذا الطرح المبارك راجيا المولى عز وجل أن يتقبله منا و يجيرنا عليه 
موضوعنا اليوم يتحدث ربوا أولادكم على علوم الشريعة.. تابعوا معنا !

•┈┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
إن الأبناء سفينة أرخت عنانها بين يديكم لتوجهوها نحو شاطئ السلامة، إن الأبناء هم ذلك الفرخ الذي ارتمى في أحضانكم.
أيها الناس إن الأبناء أمانة في أعناقكم ورعية تحت ظلكم ولقد قال صلى الله عليه وسلم{ألا كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته..}, فينبغي أن نحرص على تربية الجيل بما يتوافق مع الشرع والعقل.
إن الإسلام وضع قواعد لتربية الأبناء بما يجعلهم أصحاء نفسياً وجسدياً وفكرياً وعقلياً حتى ينتج جيل واعي وفاهم وناضج وعارف.
علموا أبنائكم العقيدة الصحيحة التي تحصنهم من العقائد الفاسدة والأفكار الداهية والشبهات المضللة وتعليمهم قيم الإسلام ومسلماته من أخلاق صالحة وعادات حسنة وتدريبهم على الصلاة والصيام وعلى الحب والسلام وعلى السماحة والمروؤة وعلى الشجاعة والغيرة وعلى الشرف والكرم،، وغيرها من العادات التي جاء الشرع بإقرارها ومن العبادات ما جاء الشرع بفرضها.
يقول الشاعر: 
وينشأ ناشى الفتيان فينا**على ما كان عوده أبوه.
ومما ينبغي على الأباء أن يدربوا أبنائهم على فن التكلم وفن الإنصات و فن التفكير والتدبير والتحدث معهم باحترام وتقدير وتجنب ضربهم وتعنيفهم وإرهابهم وتوبيخهم وغيرها الكثير من الأساليب المجدية والتي من شأنها تطعيم الأبناء من الأمراض الجسدية والنفسية والعقلية.
وجاء الشرع بالأبناء امتحان وابتلاء ونعمة فإما صبر ورعاية وإما امتعاض واهمال وإما بر وصلاح، فالحذر الحذر من إهمال هذه الأمانه وتضييعها فربوهم صغاراً يبرونكم كباراً .
فاهم المهمات وأولى الأولويات وأوجب الواجبات هو تعليم الأبناء الشريعة والعقيدة الصحيحة وأركان الإسلام والإيمان والإحسان وتربيتهم على الفضيلة لا على الرذيلة فالله هالله بالأبناء فهم صناع المستقبل ورجاله.
فكل ملحد وخارجي خلفه أم وأب مهملين طائشين فالتربية إذا لم تنبت نباتاً حسناً فسدت وفسد المجتمع كله فاللوم كل اللوم على الوالدين، فالأباء والأمهات هم قدوة ذلك الإبن فإن كان يرى الأب لا يصلي أو يتكلم في ولاة الأمر أو يشرب الكحول أو الأم غير ملتزمة بحجابها أو لا تطيع زوجها في أمور الحياة أو يراها مهملة فإن ذلك يعكس سلوك سلبي على الأبناء ثم إذا بنا نفجع بملاحدة يكفرون بالله وبرسوله وخوارج يفجرون المساجد والمنازل، في الحديث عند البخاري عن ابن عباس قال: ((بت عن خالتي(ميمونه) فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت أصلي معه))، هذا من أصول التربية وهو القدوة رأيتم كيف تأسى ابن عباس بقدوته رسول الله؟! فيجب وجوباً على المربي أن يكون قدوة حسنة للأبناء،بعض الأباء نسأل الله العافية لا يدري عن أبنائه ولا يعلم مع من يصاحبون ومع من يتحدثون في وسائل التواصل فهو مغيب عنهم تماماً حتى أن بعضهم وقد سمعت هذه القصة من أحد الثقات أن أباً لا يدري ابنه في أي صف وأدهى من ذلك وأمرّ أن بعض الأباء لا يدري ولده راسب هو أم ناجح ؟! أرأيتم كيف هذا الأب المغفل مهمل ومضيع لهذه الأمانة التي ربطت في عنقه إلى يوم القيامة فقولوا لي بربكم كيف سيخرج هذا الابن إلى العالم كيف سيتزوج وإذا تزوج هل سيربي أبنائه على نحو ما رباه أبوه!! فيخرج من ضئضئ هذا الخارجي والملحد والمجنون والمريض مرضاً نفسياً ومرضاً فكرياً.
وإذا نظرت للأم فإذا هي مشغولة مع "مزنة" و"خضراء" تكلم ٢٤ ساعة وربما هي نائمة متى ما شاءت أستيقظت وهكذا.. يضيع الأبناء ثم إذا سمعوا عن أبنهم أنه فجر مسجداً أو كفر بالله ورسوله قاموا ينعقون كنعق الحمار ويلومون الدولة والمشايخ ولا يلومون أنفسهم!!
أيها الناس!! ربوا أبنائكم على شكر نعم الله من رخاء وثراء وأمن وأمان واجتماع واتحاد وحفظ من الفتن والضلال، ربوهم على حب العلم والتعلم وعلى القراءة والاطلاع ، ربوهم على اتباع السنة واجتناب البدعة، علموهم على توحيد الله والنهي عن الشرك بالله، ربوهم على الرحمة والمودة والشفقة وجنبوهم الظلم والعنف والبغي.
(رفقاً بالأبناء رفقاً بالأبناء)جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال(( تقبّلون الصبيان؟! فما نقبلهم، فقال النبيfrown( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟)) متفق عليه. فهذا الحديث أصل أصيل في التربية ، رحمة وشفقة والتعاطف معهم والجلوس معهم.
وفي الصحيحين عن عمر بن أبي سلمة قال كنت غلاماً في حجر رسول الله وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول اللهfrown(يا غلام سم بالله وكل بيمينك وكل مما يليك)) عبارات بسيطة ولطيفة ما أحتاج أن يعنفه أو يرفع صوته أو يكثر عليه بالكلام، بعض الأباء اليوم إذا رأى ابنه بجانبه على الطعام تطيش يده يمنة ويسرة قام واملى عليه محاضرة لا تقل عن ساعة ثم إذا بالغ قليلاً أخذ يجلده وربما أوجعه، أو ربما الولد يأكل بكلتا يديه أو أن يديه متسخة لم يغسلها إذ بالأب لا يبالي ولا يدري.
إن الأبناء في طور التطلع لمن هو أكبر منهم فإن لم يملأ هذا الفراغ بنبي أو صحابي أو غيرهم ممن هم على الجادة فماذا يملأ هذا الفراغ؟! باللاعبون والمغنون أم بالراقصات والساقطات؟!
ربوا أبنائكم على حب نبينا وحب آل بيته وعلى تلاوة القرآن
علموا أبنائكم أن إذا سُئلوا يسألوا الله وإذا استعانوا يستعينوا بالله علموهم أن الضر والنفع بيد الله لا بيد غيره
ومروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر على نحو ما يقول عليه الصلاة والسلام، والضرب هنا بمعنى التأديب لا التعنيف وهو ما يحصل به المطلوب.
شجعوا أبنائكم على طلب العلم وعلى القراءة وعلى مجالسة أهل الصلاح وأهل الفضل.
اشعلوا مصابيح الأمل والفرح في نفوس أبنائكم وأطفئوا مصابيح اليأس والحزن، دربوا أبنائكم على تحمل المسؤولية وقيادة أنفسهم بأنفسهم.

ختاماً أيها الأحباب/ أولادكم أمانة في أعناقكم فاحسنوا تربيتهم وتعليمهم فإنكم مسئولون إذا وقفتم أمام الله في يوم الحساب،فضعوا أبناكم حيث تريدون أن تروا أمتكم.


•┈┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خاتمة موضوعنا متمنيا لكل من مرّ هنا إستفادة ممتعة 
وإلى أطروحات جديدة عما قريب إن شاء الله . . 

1445977471611