منتديات العرب والعروبة
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://aranext.com/t1257
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

هُبَل العصر الذكي
معسكريانو محمد 25-04-2016 12:52 مساء
t1086_9892

كما صرنا نعرف جميعا ففي عصرنا هذا لم تعد أشكال الأصنام فقط ما يتم تجسيده بالصخور و الأحجار و التماثيل لكن مع التطور التكنلوجي الحاصل تطورت أيضا لتتخذ أشكالا و ألوانا تناسب العصر الذي نحن فيه ، فقد كثرت الأصنام التي صرنا نعبدها فمنّا من اتخذ جهاز الكمبيوتر الخاص به صنما له يقبع أمامه بكرة و أصيلا و منهم من سُلِب له عقله من طقوس المسلسلات و الأفلام من خلال صنم التلفاز و الكثير من الأصنام التي لا يسعني ذكرها و التي تعرفونها جميعا .
  و في هذا الموضوع اخترت لكم صنما صغيرا أصبح في متناول الجميع كبيرهم و صغيرهم و يمكن أخذه لأي مكان نظرا لصغر حجمه ، نعم موضوعي هذا سيتطرق لصنم الهاتف الذكي و كما يعرف بالسمارتفون و كما أسميه أنا بهُبَل العصر الذكي t1257_7048 .
فالناظر اليوم لأغلب شرائح المجتمع الكبير و الصغير الذكر و الأنثى المتعلم و الجاهل في الحافلات في المستشفيات في المدارس في كل مكان لن تجده إلا و هو يحمل صنما من هذا النوع في يده و يمسح بأصبعه على شاشته لعل و عسى أن يخرج منه جني تحقيق الأمنيات كمثل علاء الدين 
biggrin2.
أيضا لا ينبغي أن ننكر الجوانب الإيجابية لهاته الأصنام فلن نحتاج من خلالها لوضع قرابين لنحصل على مرادنا   biggrin2 و لكن فقط ضغطة زر أو مسحة أصبع هي كفيلة بتحقيق أحلامنا   biggrin2 و لكني أتكلم من ناحية أن تستعبدنا و تقف بين عباداتنا الحقيقية و بين واجباتنا نحو أسرنا و تأخذ جميع أوقاتنا فترقى لتصبح أصناما   .

في الأخير و حتى لا أطيل في الكلام أدعكم لقراءة هاته القصة المقتبسة و المعبرة :
كانت المعلمة في منزلها وقت العشاء، وبدأت تقرأ فروض طلابها عندما مرّ زوجها حاملاً هاتفه يلعب عليه لعبته المفضلة .
بينما كانت تقرأ الفرض الأخير، أخذت الدموع تنساب بصمت على وجه المعلمة.
شاهد الزوج هذا وسأل "لماذا تبكين ؟ ما الذي جرى؟"
الزوجة: " البارحة أعطيت فرضاً لطلاب السنة الأولى حول موضوع 'أمنيتي' "
الزوج: " أوكي، ولكن لماذا تبكين؟ "
الزوجة: " الفرض الأخير هو ما جعلني أبكي "
الزوج بفضولية: " ما الذي كتبه وجعلك تبكين؟ "
الزوجة: " اسمع
' أمنيتي أن أصبح هاتفاً ذكياً (smartphone).
أبي وأمي يحبان هاتفيهما كثيراً. إنهم يهتمان بهاتفيهما إلى حد أنهما ينسيان أحياناً أن يهتما بي. عندما يعود أبي متعباً من عمله، لديه الوقت لهاتفه، أما لي فلا.
عندما يكون أبي وأمي منشغلان جداً في عمل مهم ويرن التلفون فهمًا يجيبان من الرنة الأولى لكن أنا لا... حتى لو بكيت.
إنهما يلعبان الألعاب على هاتفيهما وليس معي. إنهما لا يصغيان إليَّ أبداً، حتى عندما أحاول أن أقول لهما شيئاً مهماً.
لهذا أمنيتي الوحيدة أن أصبح هاتفاً "

بعد أن استمع الزوج إلى موضوع التلميذ، تأثر كثيراً وسأل زوجته " من كتب هذا؟ "
الزوجة: " ابننا ".


t1086_5342



منتديات العرب والعروبة

Powered by PBBoard ©Version 3.0.3