يتمتع الطوارق كغيرهم من شعوب الأرض برصيد ثقافي وتاريخ ضرب في أعماق التاريخ، فقد اشتهروا بالكثير من المميزات والخصوصيات التي جعلت منهم مصدر إلهام لخيال الكثير من المكتشفين والرحالة، فأسطورة الرجال الزرق العاشقين لحروب الشرف والفضيلة، الحريصين على الاحتفاظ بهويتهم والمنجمين مع البيئة المحيطة بهم ما زالت إلى اليوم تغازل خيال كتاب قصص الأدب والنبل والشجاعة والأساطير.
حاول مجموعة من المؤرخين طمس هوية شعب الطوارق وذلك بقولهم أنهم " عرب الصحراء الكبرى" وحاولو تغييب تاريخهم، لكن تاريخ الطوارق تاريخ محفوظ في ذاكرة المجتمع وفي بعض المخطوطات المدونة باليد، بالإضافة إلى وجود نقوش تحتضنها جبال المنطقة والتي اعتبرتها منظمة اليونسكو أكبر متحف في الفضاء الطلق.
حاول مجموعة من المؤرخين طمس هوية شعب الطوارق وذلك بقولهم أنهم " عرب الصحراء الكبرى" وحاولو تغييب تاريخهم، لكن تاريخ الطوارق تاريخ محفوظ في ذاكرة المجتمع وفي بعض المخطوطات المدونة باليد، بالإضافة إلى وجود نقوش تحتضنها جبال المنطقة والتي اعتبرتها منظمة اليونسكو أكبر متحف في الفضاء الطلق.
مكتبة تكزيرت:
مكتبة طوارقية مكتوبة بحروف " تيفناغ" العتيقة في منطقة "أكادز" تدون أيام وتاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها وسلاطينها وأسماء قبائلهم منذ غابر الزمان، وقد حافظ الطوارق على سرية مكان وجود هذه التحفة خوفا من أن تتعرض للنهب من قبل الغزاة، ومن الغريب أن كثيرا من السياح الذين يرتادون المنطقة، والذين زاروها مرات عديدة، لم يستطيعوا تحديد مكان المكتبة " تكزيرت" وذلك لصعوبة الاستدلال على مكانها.
موطن الطوارق:
لاشيء يثير في الصحراء مثل هؤلاء الفرسان الملثمين، يركبون المهاري ويسيرون في قوافل مهيبة لا يظهر من الواحد إلا عيناه، أما الوجه والرأس فيخفيهما اللثام ، والطارقي دائما يمشي رافعا رأسه في اعتداد وخطوات ثابتة واثقة وكأنه قيصر يتفقد مملكته، فهم أسياد الصحراء، يحتلون القسم الشمالي من النيجر ومالي وجنوب الجزائر والجنوب الغربي من ليبيا وهم يشكلون في هذه الأكثرية، ويعود اجتياحهم لهذه المناطق إلى العام 500 قبل المسيح حيث بدأ الجفاف يتزايد في الصحراء، فأصبحت معقلا للبدو" الطوارق" وقبائلهم الكبيرة، يقول المؤرخ " غوستاف لوبون" " ....أقوام البدو الأولى للطوارق كانت من أصل بربري وأتت من أفريقيا الشمالية، وقد ذهب أغلب المؤرخين إلى تقسيم البربر إلى أهل بدو، وأهل حضر، حيث يقسمون العرق البربري من الناحية السياسية إلى عدة فروع لعرق واحد، وهذه الفروع : القبايل بالجزائر، والطوارق في الصحراء، والشلوح في مراكش، وحيث يسكن الصحراء الكبرى من عرب أو بربر أو من أية أمة أخرى لا يكون إلا بدويا.
الطبقات الاجتماعية:
يتكون الطوارق من مجموعة قبائل على رأسها أمير يسمى" الأمينوكال" وهو الحاكم العام لجميع القبائل، ويصل إلى الحكم وراثة عن أبيه كالنظام الملكي، ويوجد على رأس كل قبيلة شيخ، ويسمى السلطان أ " أكليد" ويفرض سلطانه على أتباعه المتواجدين في الرقعة الجغرافية التي يحكمها، ويحمي مصالح قبيلته في المراعي والطرق التجارية ويفرض احترام الأحكام وتطبيقها، ويستنفر رجاله للقتال ورمز الإمارة هو طبل كبير يسمى" تيندي" يعلقه على باب الخيمة ويقرع الطبل عند قدوم الضيوف أو الحفلات،أو الاجتماع لاعلان الحرب، أو لأمر آخر مهم، ولكل سبب عدد معين من الضربات.
الفرسان:
لا عمل لهم سوى الحرب وحراسة القوافل والسطو على الأعداء، يحتقرون الحرفيين ويعتبرون العمل اليدوي وضيعا، وتستطيع أن تعرف الفارس من مشيته، فهو يختال في خطواته وكلماته، ويتأنق في ملبسه ويلبس أحيانا لثاما أحمر زيادة في الأناقة.
رجال الدين:
لهم مكانة خاصة ، محترمة داخل قبيلة الطوارق، ويعتبرون في مستوى الفارس بالنسبة للمكانة الطبقية، ومهمتهم تنحصر في تدريس القرآن والشريعة الاسلامية لأطفال القبيلة، والإفتاء في الأمور الدينية وإمامة المصلين وعقد الزواج.
العبيد والجواري
وهم أناس يقع استعبادهم بواسطة الأسر في الحروب، وبواسطة تجارة الرقيق التي ترجع إلى العصور القديمة، ولكنها لم تعد موجودة بعد إلغاء الرق من طرف المجتمع الدولي والاتفاقيات الدولية وإعلان حقوق الانسان.
الحرفيون:
هم صناع يدويون كانت الأرستقراطية القديمة لدى الطوارق تحتقرهم، وذلك قبل ظهور الطبقة العاملة المعاصرة، وهو أذكياء وحكماء.
العائلة:
تتألف من رب الخيمة وزوجته وأولاده وإذا كان من الأغنياء يضيف إلى أسرته العبيد والمرأة الطوارقية تلعب دورا متميزا في الحياة الاجتماعية والسياسية، فهي تتمتع بحريتها وتستطيع اختيار زوجها، فإذا طلقت عادت حرة من جديد وهي صاحبة القرار النهائي فيما يطرح عادة من مشاريع عائلية، أو بما تنجزه من منسوجات وحلي وتبدع فيها أيما إبداع.