حمداَ لله حق حمده أن اختار لنا الدين القويم, والملة المستقيمة, والطريق السليم, دين الإسلام العظيم أحمده جل في علاه أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم, سيد البشر على الإطلاق, وأولهم في معالي الأخلاق.
اللهم صلى وسلم وبارك على هذا النبي الأمي وعلى أله وأصحابه خير الأصحاب الذين فتحو القلوب والأبصار قبل أن يفتحوا الممالك والأمصار, بتوصيلهم النور والهداية إلى الأجيال بعد الأجيال, نور الإسلام وهدى سيد ولد عدنان.
أما بعد: فإن الأطفال هم أحبابنا, تلك العجيبة اللينة , التي نستطيع أن نشكلها كما نحب.
والطفل اليوم هو رجل المستقبل, والفتاة التي نرجو منها أن تربى جيلاَ له أخلاق حميدة يعرف أصول دينه مرتقيا به, يحب أن يكون له قدوة يتبعها وينسج على منوالها.
ومن أفضل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لنا ولأطفالنا منهم نتعلم و نقتدي
يا أيها الأب الكريم والأم العزيزة عليك بمعرفة من هم هؤلاء الصحابة حتى تعرف طفلك، وتعرفي ابنك بأسلوبك البسيط من هم هؤلاء الأصحاب أصحاب الأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة, حتى يشب طفلكم على تلك الأخلاق الحب والوفاء والإخلاص، يكون أبا مخلصا لدينه ووطنه، وأما فاضلة لأبناء فضلاء.
فالصحابي هو من لقي النبي ضلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام فكل من لقيه ضلى الله عليه وسلم سواء طالت مجالسته له أو قصرت، وسواء من روى عنه الأحاديث أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه ومن لم يره لعارض كالأعمى. أما من لقيه كافرَا وأسلم بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا يعد صحابياَ.
وقولنا مؤمنا به يخرج من لقيه وهو مؤمن بغيره كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة. وهل يدخل فيهم من آمن بأنه سيبعث بحيرا الراهب.
وقولنا (مات على الإسلام) يخرج من الصحابة من لقيه مؤمنا به ثم ارتد والعياذ بالله، كعبيد الله بن جحش الذى كان زوج ام حبيبة فإنه اسلم معها وهاجر للحبشة فتنصر هو ومات على نصرانيته. وكعبد الله بن خطل الذي قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، وكان أسلم ثم ارتد وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله بعد فتح مكة.
أما من ارتد وكان قد رأى رسول الله ضلى الله عليه وسلم ثم عاد للإسلام قبل إن يموت وهو صحابي سواء رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أم لم يره، فإن كان رآه مرة أخرى فلا شك في صحبته.
واختلفوا في الثاني هل يعد من الصحابة؟
وهذا التعريف مبنى أرى الأصح المختار عند المحققين البخاري الإمام وشيخه الإمام أحمد بن جميل، ومن تبعهما. ووراء ذلك أقوال شاذة كقول من قال: لا يعد صحابياَ إلا من وصف بواحد من أوصاف أربعة:
1- من طالت مجالسته .
2- حفظت عنه رواية الحديث.
3-ظهر أنه غزا معه صلى الله عليه وسلم.
4- أو استشهد بين يديه صلى الله عليه وسلم.
وأطلق جماعة أن من رأى النبي ضلى الله عليه وسلم فهو صحابي وهو محمول على من بلغ سن التمييز إذ من لم يميز لا تصح نسبة الرؤية إليه. نعم يصدق إن النبي صلى الله عليه وسلم رآه فيكون صحابياَ من هذه الحيثية ومن حيث الرواية يكون تابعين .
وهل يدخل من رآه ميتا قبل أن يدفن كما وقع ذلك لأبى ذويب الهـذلي الشاعر، والراجح عدم الدخول، والله أعلم