يعد تعويد الطفل على النوم بمفرده مشكلة تواجه العديد من الأمهات، ولا سيما اللائي لا يعرفن متى يبدأن في تعويد أطفالهن على النوم بمفردهم؟ أو اللائي قد لا يستطعن أخذ قرار حازم بهذا الشأن في مواجهة دموع أطفالهن، وتبلغ هذه المشكلة مداها عندما يكون هذا الطفل هو الطفل الأول للأسرة.
ويختلف الآباء والأمهات فيما بينهم على السن المناسبة لتعويد الطفل على النوم بمفرده، فالبعض يري أنه من الأفضل تعويد الطفل منذ ولادته على النوم بمفرده منذ الصغر، في حين يرى البعض الآخر عدم اللجوء لهذا الأمر قبل أن يصل الطفل للعمر المناسب، الذي يمكنه من تحمل الابتعاد عن أمه.
ورغم أن الكثير من الدراسات كانت تنصح الآباء خاصة الأمهات بضرورة فصل الرضيع عنها أثناء النوم حتى يعتاد ذلك، جاءت دراسة علمية حديثة أشارت إلى ضرورة نوم الرضيع قريبا من صدر أمه للتمتع بنوم أفضل مما لو نام في سريره بمفرده.
وأشارت الدراسة التي أجراها نخبة من أطباء الأطفال المتخصصين في بريطانيا، أن الأطفال الرضع حديثي الولادة يجب أن يظلوا في فراش والدتهم حتى يصلوا إلى سن الثالثة، وذلك نظرا لأن قلب الطفل الصغير لا يتحمل شدة عناء النوم بعيدا عن حضن أمه.
وقال طبيب الأطفال، "نيلز بيرجمان"،: إن نوم الطفل الرضيع على صدر أمه يوفر له الإحساس بالأمان والراحة النفسية والشعور بالاطمئنان،على عكس الأطفال الذين يتركون بمفردهم ويتعرضون للفزع ليلا ورؤية الكوابيس.
عامان عمر مناسب
لكن ترى ما السن المناسبة من وجهة نظر المختصين لتعويد الطفل على النوم بمفرده؟ وكيف يتم التعامل مع رفض الطفل النوم بمفرده؟ وكيف تستطيع الأم تعويد طفلها النوم بمفرده؟
يقول الدكتور محمد عبد العليم، استشاري الطب النفسي بموقع إسلام ويب، في رده على إحدى الاستشارات: إن الطفل بعد أن يبلغ عامين يجب على الأم تعويده النوم بمفرده، حتى لا يكون معتمدا اعتمادا كاملا على أمه في كل شيء، ومن الأفضل أن يفهم أن له كينونته وله استقلاليته، مشيرا إلى أن هذا سيسهل على الوالدين أمر التفريق بين الذكور والإناث عند سن العاشرة، ولن يكون هناك أية صعوبة بالنسبة للأطفال أن يتفهموا ويتقبلوا مفهوم الخصوصية بالنسبة لهم وبالنسبة لآبائهم، مؤكدا أن عامين هو السن المناسبة، حيث تكون الأم قد أنهت رضاعة الطفل.
ورفض عبد العليم لجوء بعض الأمهات في الدول الأوروبية بترك أطفالهن بمفردهم منذ الأيام الأولى، لأن الطفل يكون في حاجة لوالدته في السنوات الأولى، مبينا أن ارتباط الطفل بجسد أمه ضرورة بيولوجية وعاطفية بالنسبة للرضيع.
لكل حالة أسلوب
وعن كيفية تعامل الآباء مع رفض الطفل النوم بمفرده تقول جوان نيجيتو، أخصائية رعاية أسرية،: إن تعامل الأبوين مع رفض الطفل للنوم بمفرده ينبغي أن يختلف حسب كل حالة، فإذا كان الطفل معتاداً النوم وحده ثم طلب فجأةً من أحد أبويه أو كليهما النوم معهما، فعليهما إعادة النظر في ما يسمحان للابن بمشاهدته على شاشة التلفزيون أو ألعاب الفيديو، والذي قد يتسبب في عدم شعوره بالأمان، من خلال رؤيته لكوابيس تخيفه أو بسبب تخيُله أشياء مرعبة، موضحة أن ما يتراءى لبعض الأطفال من صور مخيفة في أحلام أو كوابيس من ديناصورات أو مخلوقات فضائية يبدو لهم حقيقياً، لأنهم يكونون في طور تعلم التمييز بين الحقيقة والخيال. وفق جريدة "الاتحاد" الإماراتية.
وأشارت نيجيتو إلى أن الطفل في هذه الحال يكون في حاجة إلى حب الأبوين واحتوائهما، حتى يسترجع إحساسه بالأمان ويتعود مجدداً على النوم بمفرده، ونصحت الآباء بتوجيه الطفل إلى مشاهدة الأفلام الكارتونية الهادفة، والتي تسهم في بناء شخصيته وتشعره بالقوة والأمان، لا الخوف وعدم الاتزان، كما نصحت كل أم بالتعامل بقدر عال من العقلانية والصراحة مع الطفل، فتعطيه الحلول التي تساعده على التخلص من شعوره بعدم الأمان، فلو كان يتخيل وحوشاً في غرفته أو أشياء تخيفه، يمكنها أن تعطيه جهاز إضاءة محمولا يوجهه إلى المكان الذي يعتقده مصدر ظهور ما يخيفه، حتى يتأكد من أن ذلك مجرد تخيلات، وأن تمكث بجانبه حتى يخلد إلى النوم، ويجب عليها أولا أن تعرف سبب شكوى الطفل من النوم بمفرده، وتثقيفه بالمعلومات الخاصة بالنوم، كأن تشرح له أن بعض الناس ينامون بسرعة وآخرون يحتاجون إلى نصف ساعة أو أكثر لحين الخلود للنوم، وأنه من الطبيعي أن يستيقظ المرء في الليل من 3 مرات إلى 5 مرات كل ليلة، وأن ما عليه عند الاستيقاظ ليلاً معاودة إغلاق أجفانه لإكمال نومه.
الانفصال التدريجي مهم
وعن كيفية تعويد الطفل النوم بمفرده يقول الدكتور سمير زقوت، اختصاصي نفسي، في برنامج غزة للصحة النفسية: إن مشاركة الطفل لوالديه بالنوم على نفس السرير أمرٌ غير مرغوب فيه، مشيرا إلى أن الطفل ينبغي أن يستقل في النوم منذ الولادة ليعتاد الاستقلالية، موضحا أن الانفصال في النوم بشكل مبكر يُعدّ جزءًا من عملية تعليم الطفل وتربيته. وفق صحيفة فلسطين.
أما في حال نوم الطفل بمعية والدته منذ الولادة، فحذر زقوت من قيام الأمهات بفصل الطفل عنها في النوم بطريقة فجائية، ونصح الآباء والأمهات بتعويد الطفل هذا الأمر بطريقة تدريجية، من خلال وضع سرير الطفل في غرفة والديه ليكون قريبا منهما حتى بلوغه ثلاث سنوات، لأن الطفل في هذا العمر يكون قد أصبح قادرا على تحمل الابتعاد عنهما أثناء الليل، فينتقل للمرحلة التالية وهي النوم في غرفة أخرى، مبينا أنه عندما يتم فصل الطفل عن والديه بطريقة غير مناسبة، كجعله ينام في غرفة أخرى، فإنه يصبح معرضا للإصابة بما يُعرف بقلق الانفصال، الأمر الذي يؤثر عليه فتكون شخصيته قلقة متوترة، ويؤدي أيضا إلى الاضطراب النفسي مستقبلا، مؤكدا على أن لجوء الأمهات إلى تعويد الطفل صفة الاستقلال المبكر في نومه، والتي تستمر معه بقية حياته، يجعله انعزاليا لا يتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة، وغير قادر على القرب من الآخرين والتعاطف معهم والشعور بالألفة تجاههم، كونه افتقد هذه المعاني في صغره.
ولضمان انتقال سليم للطفل لا يؤثر عليه نفسيا، نصح زقوت الوالدين أن يوفرا لابنهما المعاملة الطيبة، من خلال حمله وتقبيله واحتضانه واللعب معه، والمسح على وجهه بلطفٍ وحنان والربت عليه، لأن هذه الأمور تعوضه عن النوم إلى جوارهما، وتشعره بحبهما له، وتخفف القلق لديه حتى ينمو بشكل جيد، ونصح الأم بأن تقص على طفلها قصةً هادئةً غير مرعبة قبل النوم لتشعره بالحنان والقرب، وتكون هي آخر ما رأته عيناه قبل أن يغمضهما، الأمر الذي يشعره بالطمأنينة.
ويختلف الآباء والأمهات فيما بينهم على السن المناسبة لتعويد الطفل على النوم بمفرده، فالبعض يري أنه من الأفضل تعويد الطفل منذ ولادته على النوم بمفرده منذ الصغر، في حين يرى البعض الآخر عدم اللجوء لهذا الأمر قبل أن يصل الطفل للعمر المناسب، الذي يمكنه من تحمل الابتعاد عن أمه.
ورغم أن الكثير من الدراسات كانت تنصح الآباء خاصة الأمهات بضرورة فصل الرضيع عنها أثناء النوم حتى يعتاد ذلك، جاءت دراسة علمية حديثة أشارت إلى ضرورة نوم الرضيع قريبا من صدر أمه للتمتع بنوم أفضل مما لو نام في سريره بمفرده.
وأشارت الدراسة التي أجراها نخبة من أطباء الأطفال المتخصصين في بريطانيا، أن الأطفال الرضع حديثي الولادة يجب أن يظلوا في فراش والدتهم حتى يصلوا إلى سن الثالثة، وذلك نظرا لأن قلب الطفل الصغير لا يتحمل شدة عناء النوم بعيدا عن حضن أمه.
وقال طبيب الأطفال، "نيلز بيرجمان"،: إن نوم الطفل الرضيع على صدر أمه يوفر له الإحساس بالأمان والراحة النفسية والشعور بالاطمئنان،على عكس الأطفال الذين يتركون بمفردهم ويتعرضون للفزع ليلا ورؤية الكوابيس.
عامان عمر مناسب
لكن ترى ما السن المناسبة من وجهة نظر المختصين لتعويد الطفل على النوم بمفرده؟ وكيف يتم التعامل مع رفض الطفل النوم بمفرده؟ وكيف تستطيع الأم تعويد طفلها النوم بمفرده؟
يقول الدكتور محمد عبد العليم، استشاري الطب النفسي بموقع إسلام ويب، في رده على إحدى الاستشارات: إن الطفل بعد أن يبلغ عامين يجب على الأم تعويده النوم بمفرده، حتى لا يكون معتمدا اعتمادا كاملا على أمه في كل شيء، ومن الأفضل أن يفهم أن له كينونته وله استقلاليته، مشيرا إلى أن هذا سيسهل على الوالدين أمر التفريق بين الذكور والإناث عند سن العاشرة، ولن يكون هناك أية صعوبة بالنسبة للأطفال أن يتفهموا ويتقبلوا مفهوم الخصوصية بالنسبة لهم وبالنسبة لآبائهم، مؤكدا أن عامين هو السن المناسبة، حيث تكون الأم قد أنهت رضاعة الطفل.
ورفض عبد العليم لجوء بعض الأمهات في الدول الأوروبية بترك أطفالهن بمفردهم منذ الأيام الأولى، لأن الطفل يكون في حاجة لوالدته في السنوات الأولى، مبينا أن ارتباط الطفل بجسد أمه ضرورة بيولوجية وعاطفية بالنسبة للرضيع.
لكل حالة أسلوب
وعن كيفية تعامل الآباء مع رفض الطفل النوم بمفرده تقول جوان نيجيتو، أخصائية رعاية أسرية،: إن تعامل الأبوين مع رفض الطفل للنوم بمفرده ينبغي أن يختلف حسب كل حالة، فإذا كان الطفل معتاداً النوم وحده ثم طلب فجأةً من أحد أبويه أو كليهما النوم معهما، فعليهما إعادة النظر في ما يسمحان للابن بمشاهدته على شاشة التلفزيون أو ألعاب الفيديو، والذي قد يتسبب في عدم شعوره بالأمان، من خلال رؤيته لكوابيس تخيفه أو بسبب تخيُله أشياء مرعبة، موضحة أن ما يتراءى لبعض الأطفال من صور مخيفة في أحلام أو كوابيس من ديناصورات أو مخلوقات فضائية يبدو لهم حقيقياً، لأنهم يكونون في طور تعلم التمييز بين الحقيقة والخيال. وفق جريدة "الاتحاد" الإماراتية.
وأشارت نيجيتو إلى أن الطفل في هذه الحال يكون في حاجة إلى حب الأبوين واحتوائهما، حتى يسترجع إحساسه بالأمان ويتعود مجدداً على النوم بمفرده، ونصحت الآباء بتوجيه الطفل إلى مشاهدة الأفلام الكارتونية الهادفة، والتي تسهم في بناء شخصيته وتشعره بالقوة والأمان، لا الخوف وعدم الاتزان، كما نصحت كل أم بالتعامل بقدر عال من العقلانية والصراحة مع الطفل، فتعطيه الحلول التي تساعده على التخلص من شعوره بعدم الأمان، فلو كان يتخيل وحوشاً في غرفته أو أشياء تخيفه، يمكنها أن تعطيه جهاز إضاءة محمولا يوجهه إلى المكان الذي يعتقده مصدر ظهور ما يخيفه، حتى يتأكد من أن ذلك مجرد تخيلات، وأن تمكث بجانبه حتى يخلد إلى النوم، ويجب عليها أولا أن تعرف سبب شكوى الطفل من النوم بمفرده، وتثقيفه بالمعلومات الخاصة بالنوم، كأن تشرح له أن بعض الناس ينامون بسرعة وآخرون يحتاجون إلى نصف ساعة أو أكثر لحين الخلود للنوم، وأنه من الطبيعي أن يستيقظ المرء في الليل من 3 مرات إلى 5 مرات كل ليلة، وأن ما عليه عند الاستيقاظ ليلاً معاودة إغلاق أجفانه لإكمال نومه.
الانفصال التدريجي مهم
وعن كيفية تعويد الطفل النوم بمفرده يقول الدكتور سمير زقوت، اختصاصي نفسي، في برنامج غزة للصحة النفسية: إن مشاركة الطفل لوالديه بالنوم على نفس السرير أمرٌ غير مرغوب فيه، مشيرا إلى أن الطفل ينبغي أن يستقل في النوم منذ الولادة ليعتاد الاستقلالية، موضحا أن الانفصال في النوم بشكل مبكر يُعدّ جزءًا من عملية تعليم الطفل وتربيته. وفق صحيفة فلسطين.
أما في حال نوم الطفل بمعية والدته منذ الولادة، فحذر زقوت من قيام الأمهات بفصل الطفل عنها في النوم بطريقة فجائية، ونصح الآباء والأمهات بتعويد الطفل هذا الأمر بطريقة تدريجية، من خلال وضع سرير الطفل في غرفة والديه ليكون قريبا منهما حتى بلوغه ثلاث سنوات، لأن الطفل في هذا العمر يكون قد أصبح قادرا على تحمل الابتعاد عنهما أثناء الليل، فينتقل للمرحلة التالية وهي النوم في غرفة أخرى، مبينا أنه عندما يتم فصل الطفل عن والديه بطريقة غير مناسبة، كجعله ينام في غرفة أخرى، فإنه يصبح معرضا للإصابة بما يُعرف بقلق الانفصال، الأمر الذي يؤثر عليه فتكون شخصيته قلقة متوترة، ويؤدي أيضا إلى الاضطراب النفسي مستقبلا، مؤكدا على أن لجوء الأمهات إلى تعويد الطفل صفة الاستقلال المبكر في نومه، والتي تستمر معه بقية حياته، يجعله انعزاليا لا يتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة، وغير قادر على القرب من الآخرين والتعاطف معهم والشعور بالألفة تجاههم، كونه افتقد هذه المعاني في صغره.
ولضمان انتقال سليم للطفل لا يؤثر عليه نفسيا، نصح زقوت الوالدين أن يوفرا لابنهما المعاملة الطيبة، من خلال حمله وتقبيله واحتضانه واللعب معه، والمسح على وجهه بلطفٍ وحنان والربت عليه، لأن هذه الأمور تعوضه عن النوم إلى جوارهما، وتشعره بحبهما له، وتخفف القلق لديه حتى ينمو بشكل جيد، ونصح الأم بأن تقص على طفلها قصةً هادئةً غير مرعبة قبل النوم لتشعره بالحنان والقرب، وتكون هي آخر ما رأته عيناه قبل أن يغمضهما، الأمر الذي يشعره بالطمأنينة.