اليوم اردت طرح مشكلة صحية ولها تأثير كبير على الحياة الاجتماعية وهي الاصابة بفيروس الكبد الوبائي " ج" عافاكم الله و هوما يعرف بالوباء الصامت
وبما ان مذكرتي تقوم اساسا على دراسة الفيروس الكبدي "ج" من الناحية البيولوجية فان لي احتكاك مع المرضى و معرفة معاناتهم اليومية و الاطلاع على مسيرتهم الطويلة مع المرض وما شدني اليهم هو ان بعضهم متعايش ومتقبل لمرضه بل و يحمد الله و من بينهم
الحاجة خيرة 73 سنة تقول انها اصيبت بالمرض منذ اكثر من ثلاثين سنة و لا تعرف مصدر الاصابة انسانة ظريفة جدا و مرحة و محبة للحياة
الحاج علي 80 سنة اصيب بالمرض عند اجرائه لعملية جراحية يقول هذا ابتلاء من الله و زكاة للنفس والحمد لله على كل حال وهو شخص مثقف جدا و يعرف كل خبايا مرضه
الانسة ايمان 26 سنة صابرة محتسبة اصيبت عن طريق طبيب الاسنان ولم تكن تدري و عند قيامها بإجراء فحوصات ما قبل الزواج تفاجئت بالنتيجة وتقول ان خطيبها واقف الى جانبها و راض بها كما هي
السيد محمد 37 سنة لا يعرف مصدر الاصابة وعند قيامه بفحوصات ما قبل الزواج وجد انه مصاب و يقول ان خطيبته الاولى لم تتقبل الخبر وهو رفض الضغط عليها اما خطيبته الثانية فهي متقبلة حقيقة مرضه و حاليا هو يتابع العلاج وهو في طريق الشفاء
السيدة امال51 سنة مصابة بالمرض و نقلت العدوى الى ابنائها الستة اي عائلة كاملة مصابة بالمرض
و منهم من لم يتقبل اصابته بالفيروس
الحاجة فاطمة 50 سنة تقول انها كانت تذهب الى الطبيب عند احساسها بالتعب و الغثيان و لم يخبرها حقيقة مرضها فنفذ صبرها و طالبته بكل المعلومات المتعلقة بحالتها وهنا كانت الصدمة عندما اخبرها انها مصابة بالفيروس و لم تتقبل و صارت شبه مختلة
السيد عبد الحق 46 سنة يعمل في الحماية المدنية و لم يدري انه مصاب الا حديثا وكل الفحوصات التي اجراها تؤكد اصابته بالمرض و حتى ان كبده بدا بالتليف الا انه باقي مصمم على انه سليم
وغيرهم الكثير و الكثير
و ينتقل هذا الفيروس عن طريق الدم أو الاتصال الجنسي و لكن نسبة انتقاله عن طريق الدم أعلى بكثير لأنه لا يتواجد بكثرة في سوائل الجسم الاخرى و من الممكن أن يظل كامناً بدون أعراض حتى 20 عاماً، و يعتبر من الفيروسات المقاومة لوسائل التطهير العادية و لا يصلح لقتله إلا تعقيم الأدوات عن طريق أفران التعقيم لوقت طويل أو في أجهزة autoclave و يظل هذا الفيروس حياً خارج الجسم لأوقات طويلة مما يسبب ارتفاع احتمال الإصابة به، فقد يظل فيروس الكبد الوبائي "ج" حياً في الأدوات الملوثة بالدم في الأجواء الباردة حتى ستة أشهر!!! و يسبب فيروس "ج" مضاعفات خطيرة للمريض و لا يوجد له تطعيم معروف حتى الآن و هو يتكاثر بشكل رهيب لا ادري هل من نقص التوعية او من الاهمال و اللامبالاة او من قلة شروط النظافة في العيادات و غيرها من الاسباب
و في الاخير اسال الله ان يشفيهم شفاءا لا يغادر سقما و ان يخفف عنهم و يجزيهم على صبرهم
