الرياء عكس الإخلاص ، و إخلاص القول و الفعل هو ما تحث عليه جميع الاديان الساموية، و قد حذرنا نبينا الكريم من الرياء ، فهو الشرك الأصغر ، و ما انحدر بالأمة الإسلامية إلا الرياء وابتغاء مرضات الناس بدلًا من مرضات الله ، و لن يجعلها تصحو من كبوتها إلا الإخلاص في العبادة وفي العمل وفي كل شيء.
تعريف الرياء
الرياء هو القيام بعمل ابتغاء طلب المنزلة من الناس ، كمن يصلي من أجل أن يقول الناس أنه يقوم بالصلاة ، أو عمل الخير من أجل أن يقول الناس أن ذلك الرجل يقوم بفعل الخير ، و قد جعل الله إخلاص العمل لله أحد شروط قبول العمل، فالبعض يأتي يوم القيامة وهو يعتقد أنه قدم الكثير من الأعمال، إلا أنه لا يجد لديه أي رصيد، والسبب في ذلك هو الرياء.
معنى الرياء
الرياء يعني طلب المنزلة والمجاهرة بالعبادات، وهو أحد صفات المنافقين، فالمنافقين لا مبدأ لديهم ولكنهم يسيروا أينما يسير الناس، وهدفهم هو أن يعجبوا الناس، فإذا قاموا للصلاة قاموا كسالى يراءون الناس، وقد وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم بذلك ليعرّفنا إياهم، وقد حذرنا الله تعالى من ذلك، فيجب أن يكون الإنسان في سره كما يكون في علانيته، لأن يعامل الله ويبتغي مرضاة الله.
الفرق بين مدح الناس للأعمال والرياء
الفرق بين الرياء والثناء العادي الذي قد يقوم به الناس لبعض الأعمال هو القصد والنية، بمعنى أنك إذا فعلت فعل ما من أجل الله، ورآك الناس ومدحوك فلا عيب في ذلك، أما إذا كان قصدك من العمل هو أن يراك الناس ويمدحونك، فذلك هو الرياء الذي يجب أن تتخلص منه.
طرق العلاج من الرياء
الرياء آفة تصيب الإيمان، قد تصيب بعضنا في أحد مراحل حياتنا، ولكن يمكننا علاجها والتخلص منها من خلال الخطوات التالية:
– تقوية الإيمان وابتغاء الله في كل عمل، وعدم ترك عمل خير خوفًا من الناس، أو الإقدام على عمل خير من أجل الناس، بل جعل القول والعمل كله لله.
– يمكنك إزالة شبهة الرياء عن نفسك بأن تسأل نفسك لماذا أقوم بهذا العمل، هل من أجل الله أم من أجل الناس، أم أن هناك جزءًا بالقلب يجعلك تقوم بالفعل من أجل الله ومن أجل الناس أيضًا، في هذه الحالة أن مصاب بالرياء.
– عليك أن تنزع من نفسك حب أن يمدحك الناس، وكره أن يذموك، لأن ذلك يؤدي الرياء، إجعل عملك لله، فإذا مدحك الناس أو ذموك فلا يضيرك شيئًا.
– جهاد النفس هو أسمى درجات الإيمان، فجاهد نفسك في الدنيا حتى تفوز في الآخرة.
الوقاية من الرياء
– إخفاء العبادات كأن يقوم الرجل بصلاة النافلة في بيته، وإخفاء كافة أنواع العبادات الأخرى، كالصدقات والأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان ابتغاء مرضاة الله.
– كثرة الدعاء والتضرع إلى الله و الاستغفار، وسؤال الله الإخلاص في القول والفعل.
– كثرة القراءة في سير أولياء الله الصالحين والمخلصين والمواقف التي مرت بهم، وكيف أن بعضهم عاداه الناس لقوله الحق.
– التفكر في يوم القيامة وثواب الله للصالحين في الآخرة وشقاء المنافقين.
– التعامل مع الناس جميعهم على أنهم عبيد لله سبحانه وتعالى، وأولى بنا أن نسير وفقًا لأوامره، وأن ننتهي لنواهيه.
وسواس الرياء
البعض يصاب بوسواس الرياء وهو من الشيطان، فالبعض يترك بعض الأعمال الخيرية لترك شبهة الرياء، في هذه الحالة يكون مبعث ذلك هو الشيطان، علينا فقط بإخلاص القصد والنية لله، ومن الخطأ أن نترك خيرًا من أجل الناس، شريطة حسن القصد والنية.