وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على حصول الأجر العظيم لمن أحيا السنن ونشرها، ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث رضي الله عنه: (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله، كان عليه مثل آثام من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا).
لذلك قلت لم لا نحيي السنن التي نسيها الناس و ننال الاجر
شاركونا بالسنن المنسية المهجورة التي تعرفونها و اكسبو الاجر
سنة منسية .. فلنحييها
( النهي عن الجلوس بين الشمس والظل )
قال صلى الله عليه وسلم : إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل ، فليقم .
( السلسلة الصحيحة ) (1/514).
وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم سماه : مجلس الشيطان . ( السلسلة الصحيحة ) (2/515).
الفائدة : في هذا الحديث والذي قبله نهي عن أن يجلس المسلم بين الشمس والظل، بل يجلس كله في الظل ، أو كله في الشمس
سنة منسية .. فلنحييها
( ترك الطعام الحار حتى يبرد )
كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما إذا صنعت الثريد غطته شيئاً حتى يذهب فوره ، ثم تقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه أعظم للبركة . وكذلك أبو هريرة رضي الله عنه يقول: لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره .
(السلسلة الصحيحة ) (1/677).
الفائدة : من السنة عدم التعجيل بالأكل قبل أن تذهب فورة الطعام وحرارته الأولى ، وذلك للبركة ، ولأجل ضرره على الآكل
سنة أهملها كثير من الناس : الإنتعال جالسا
يعني إذا أردت أكرمك الله أن تلبس الحذاء لا تلبسه واقفا و إنما جالسا فهذه أيضا من السنن المهجورة
لماذا ؟
قال العلماء أن الإنسان إذا أكرمكم الله إذا انتعل واقفا يكون منظره منظرا مشينا و الإسلام يريد أن يكون منظرك جميلا في كل شيء ، و لذلك النبي صلى الله عليه و سلم مثلا ، كان لا يلتفت ، فإذا استدار استدار كله
الدليل
ما رواه أبو داوود و صححه الألباني عن جابر رضي الله عنه قال : نهى الرسول صلى الله عليه و سلم أن ينتعل الرجل قائما
فأجيوا هذه السنة أحيا الله قلوبكم.
سنة منسية .. فلنحييها ( توديع المسافر )
عن سالم أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول للرجل إذا أراد سفراً : ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا ، فيقول : ” استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك “.
( السلسة الصحيحة ) (1/19)
الفائدة : يغفل كثير منا عن هذا الأدب النبوي الرفيع عند التوديع، فيستبدلونه بألفاظ وعبارات أخرى، كقولهم: ” مع السلامة ” أو ” في أمان الله “، وهي عبارات حسنة ولكنها لا تقدم على السنة الثابتة
( صلاة اﻷوابين - صلاة الضحى )
قال صلى الله عليه وسلم :” ﻻ يحافظ على صﻼة الضحى إﻻ أواب ، وهي صﻼة اﻷوابين”، ( السلسلة الصحيحة ) (4/648).
الفائدة : يحثنا صلى الله عليه وسلم على صﻼة الضحى ، ويصف أهلها أنها من اﻷوابين ، واﻷواب هو الراجع التائب ؛ كما قال تعالى:” وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد ‘هذا ماتوعدون لكل أواب حفيظ”.
فلنحرص على هذه الصﻼة التي تأتي وقت انشغال الناس بأعمالهم، ولنعوض بها ما قد يفوتنا من قيام الليل والتقصير فيه.