هذه دراسة مبسطة عن الطوارق، وهو موضوع ينظر إليه البعض وكأنه من الكتابة عن العجائب، أو من أساطير الأولين، وهذه النظرة العجائبية ارتكزت على الحديث عن سكان الصحراء وشمال أفريقيا الأصليون وكأنهم مجرد ملاحق suppléments لأصول بشرية وحضارات أخرى من القارات الأخرى، وترتكز هذه النظرة العجائبية هاته على اعتبار السكان الأصليين في هذه المناطق قد أبيدوا وانقرضت حضاراتهم القديمة، وحل محلهم مهاجرون حاملوا حضارات وأديان وثقافة من عوالم أخرى، ينظر البعض للطوارق اليوم، كمتمردين des Rebellesيهددون استقرار دول المنطقة، لذلك فنحن من خلال هذه الدراسة سنحاول التطرق إلى " الطوارق " من خلال بعض المصادر التاريخية المكتوبة، وأيضا بالاعتماد على بعض مظاهر حضارة المنطقة التي لا يزال يحتفظ بها الإنسان
" الطارقي" وانطلاقا من الاعتماد على المنهج اللغوي Méthodes Linguistiques الذي يعتمد على تحليل الألفاظ اللغوية ويستشف حمولتها الحضارية، ودلالتها التاريخية وعلاقتها بمحيطها الجغرافي، كما سنحاول التعريف بقضية " الطوارق والمشاكل القائمة الآن والأنظمة الحديثة التي خضعت لها قبائل الطوارق، ووضعيتهم الدستورية والإدارية والثقافية وحركاتهم المعاصرة داخل الدول الأفريقية التي نشأت بعد الاستقلال عن فرنسا ابتداء من سنة 1960 وعلاقتهم العضوية ببقية شعوب شمال إفريقيا.
الطوارق لم يعودوا منقطعين في الصحاري، بل يعيشون هذا العصر كما تعيشه شعوب العالم الثالث كلها، ولهم علماء وفلاسفة وكتاب وصحفيون وفنانون، ولهم مهاجرون إلى كل أقطار الدنيا.
قضية الطوارق:
لم تعرف أيا من القضايا ذات الطابع الإنساني تجاهلا وتهميشا من لدن العالم، شأن قضية الطوارق، فمنذ استقلال المنطقة وتقسيم فرنسا للقبائل الطوارقية بين دول – مالي النيجر- ليبيا والجزائر- ظل الطوارق يصارعون جور الأنظمة وظروف الطبيعة القاسية ولا مبالاة العالم المتحضر.
أعادت انتفاضة الطوارق بعاصمة الجنوب الجزائري " تمنراست" أواخر يوليوز 2005، وقبلها الحرب على الإرهاب وملاحقة الجماعات الإسلامية الجزائرية التي اتخذت من صحراء الطوارق قاعدة خلفية تنطلق من خلالها لتنفيذ عملياتها، المسألة الطوارقية إلى الواجهة في المنطقة.