* * * * * * * * * * * * * * * *
الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
... أعضاء و رواد منتديات العرب و العروبة ... أضع بين أيديكم اليوم هذا الطرح المبارك راجيا المولى عز وجل أن يتقبله منا و يجيرنا عليه
موضوعنا اليوم يتحدث اللحظات الأخيرة من حياة المسلم .. تابعوا معنا ! •┈┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
يمشي الإنسان في هذه الحياة ربما لقضاء بعض حاجياته أو كان هذا الإنسان في كامل صحته أو في عنفوان قوته أو في ريعان شبابه فجأة وبلا مقدمات يموت هذا الإنسان! دون سابق انذار ودون سابق ميعاد.
يقول سبحانه وتعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}.
الموت لا يطرق الأبواب ولا يستأذن الأتراب فإذا خطف الأرواح من الأبدان يعني توقف المحركات عن العمل والأعضاء عن الفعل، العقل يتوقف عن التفكير واللسان عن الحديث والتذوق والأذن عن السماع والأنف عن الشم والجوارح تتعطل عن الحركة والقلب عن النبض وكل ما من شأنها الحركة تصبح ساكنة جامدة.
فالموت يطوف حول الغني والفقير والكبير والصغير والشاب والعجوز لا يجامل أحد ولا يتأخر عن أحد، يقول الشاعر:
أين الملوك وأبناء الملوك ومن
كانت تخرّ له الأذقان إذعاناً
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا
مستبدلين من الأوطان أوطاناً
آه منك أيها الموت!! كم فرقت بين الأم وابنها وبين حبيبة وحبيبها وبين الأصحاب والأحباب والأخوان والجيران.
يقول الشاعر:
لكل نفس وإن كانت على وجل
من المنية آمال تقويها
وكتب الشاعر نمر السحيمي قصيدة طويلة عندما رأى الموت يناديه في منامه:
جاني وأنا في وسط ربعي وناسي
جاني نشلني مثل ما ينشل النّاس
والحقيقة التي لا يجهلها أحد أن كل نفس سوف تذوق الموت ولذا يقول الله عز وجل: {كل نفس ذائقة الموت}.
يقول الشيخ خالد المسيطير في مقال له بعنوان"كفى بالموت واعظاً": (الموت، ما الموت؟ أمرٌ كُبَّار، وكاس يُدار، فيمَن أقام وسار، يخرج بصاحبه إلى الجنةِ أو إلى النار، ما زال لأهل اللذات مكدرًا، ولأصحاب العقول مغيِّرًا ومُحيِّرًا، ولأرباب القلوب عن الرغبةِ فيما سوى الله زاجرًا، كيف ووراءه قبرٌ وحساب، وسؤال وجواب، ومِن بعده يومٌ تُدهش فيه الألباب، فيُعدم فيه الجواب). أنتهى كلامه.
منذ قليل كانت له هيبة وخشية والآن عليه شفقة ورحمة
صمت لسانه الفصيح وأخرس صوته البديع وابدلت ريحه العطرة نتنة وحركاته سكنة وانتقل من دار إلى دار ومن حال إلى حال.
أين الإنسان من اليقظة ومن العمل كثرة ومن الأموات عبرة ومن الموت استعداد وللآخرة إدخار وللسؤال جواب، تذكروا هول المطلع وأمر المنقلب وتوبوا إلى البارئ من الزلل والتفريط مادمتم أحياء، تذكر أيها الظالم ظلمك للبسطاء تذكر أيها الغني تعاليك عن الفقراء تذكر أيها القوي استفحالك على الضعفاء.
يقول الشاعر:
أما والله إن الظلم لؤم
وما زال المسئ هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
ألآتتفكرون وتنظرون وتتأملون وتتعظون في كل يوم يشيع انساناً إلى الله غادياً قد انقضى نحبه ونفذ أجله وإلى القبر مكانه وبعد القبر مبعثه وإلى الجنة أو النار مستقره،
ويوم الحساب فريقين لا ثلاث فريق إلى الجنان والأنهار والأفراح والارتياح، وفريق إلى سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر، أعاذنا الله منها وأبعدنا عنها وإلى الجنة أدخلنا.
فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن تزنوا ومهدوا لأنفسكم قبل أن تعذبوا وفي هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) .
وأكثروا من العبادة في الخفاء فهي نجاة وفلاح من الموت والهلاك، يقول الإمام مالك:
"من أحبّ أن ينجو من غمرات الموت وأهوالِ يوم القيامة، فليكن عمله في السر أكثر من عمله في العلانية" .
وجهزوا النفس للرحيل وللسفر من دار الممر إلى دار المقر وفي هذا، يقول الشاعر:
تجهزي بجهازٍ تبلغين به***يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثاً
فاللهم خفف علينا الموت وسكرته وأحسن خواتيمنا ونحن لك مسلمون غير خزايا ولا مفتونين
•┈┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خاتمة موضوعنا متمنيا لكل من مرّ هنا إستفادة ممتعة
وإلى أطروحات جديدة عما قريب إن شاء الله . .