السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
التوبة
إن حقيقة التوبة الرجوع الى الله بالتزام فعل ما يحب وترك ما يكره .ولهذا علق الله سبحانه الفلاح المطلق على فعل المأمور وترك المحظور بها فقال وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
فكل تائب مفلح ولا يكون مفلحا إلا من فعل ما امر به وترك ما نهى عنه
إذن التوبة هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا الى ما يحبه ظاهرا وباطنا ويدخل في مسماها الاسلام والايمان والاحسان .وتتناول جميع المقامات ولهذا كانت غاية كل مؤمن .لكن هناك عوائق تعيقنا عن التوبة النصوح وتشمل
استصغار الذنب ان مما يدعو الى تأخير التوبة وعدم الاهتمام لها استصغار الذنوب التي أقدم عليها العبد .فيظن أنها لا تستحق التوبة وأن عقابها قليل وهين وهذا من علامات الشقاء والخسران
طول الأمل قال يحي بن معاذ الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل .فلا يزال ابليس يثبط العبد ويقول لا تعجل وتسهل في النظر حتى يموت على معصيته
ينبغي للحازم أن يعمل على الحزم والحزم تدارك الوقت والإعراض عن الأمل
الاغترار بطول حلم الله كما قيل رب هالك بالثناء عليه ومغرور بالستر عليه ومستدرج بالإحسان إليه
قال أبو علي الروذباري من الاعتزاز أن تسيئ فيحسن اليك فتترك التوبة متوهما أنك تسامح في الهفوات
وقيل لبعض الحكماء من أشد الناس غرورا فقال أشدهم تهاونا بالذنب
وقال عمر بن ذر يا أهل المعاصي لا تغتروا بطول حلم الله عنكم واحذروا أسفه فإنه تعالى ذكره فقال
فلما ءاسفونا انتقمنا منهم الزخرف
كثرة الغفلة فالغفلة من أهم الاسباب التي تؤدي الى المعاصي وهي والشهوة سببان لا ثالث لهما الى المعاصي
اليأس من التوبة ان الله سبحانه وتعالى تواب رحيم .يقبل التوبة عن عباده وإنه لا ييأس من رحمة الله الا القوم الكافرون. واحسان الظن بالله هو من الأمور التي أمر بها المؤمن في حياته حتى عند احتضاره
الاغترار بكثرة العمل إذ يغتر العبد بكثرة عمله فيظن أنه ناج مهما اقترف من ذنوب لعلمه أن الحسنات يذهبن السييئات فيضعف عن التوبة
قال بن عون لا تثق بكثرة العمل. فإنك لا تدري تقبل الله منك أم لا.و لا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري كفرت عنك أم لا .إن عملك عنك مغيب ما تدري ما الله صانع فيه أيجعله في سجين أم يجعله في عليين
نسأل الله العفو والعافية