يتمتع هذا الدوبلكس بإطلالةٍ بانورامية ويلتقط الضوء من الجهات الأربع. ومن هنا يقول فغالي انطلقت الفكرة الهندسية. وقد ساهمت الحدائق المحيطة على ثلاثة مستويات في جعل المنزل كأنه مسكن خاص وليس ضمن مبنى.
المالكة التي تملك حساً وذوقاً رفيعين، تعاونت والمهندس في تنفيذ الديكور، فأطلعته على ما تهواه من تصاميم ليتولّى هو التنفيذ، مستعينين بشركة إيطالية متخصصة في تصنيع الأثاث الذي لا يمكن رؤيته في أي منزل آخر، بحيث يتم انتقاء القماش والموديل المناسبين لكل شقة.
ولأنّ النور الذي يدخل المنزل من كل الاتجاهات هو ما حرص المهندس على إظهاره، استخدم الألوان الزاهية للأثاث من مشتقات البيج التي انسجمت بدورها مع لون الأرض وأحد الجدران الذي ارتدى الرخام الايطالي البيج الموشّى، بدءاً من ردهة الاستقبال وصولاً إلى الصالون. وقد وضعت على هذه الجدران مرايا امتدّت من قاعة الاستقبال أيضاً وصولاً إلى الصالون... واستلقت على رف من الخشب تحت المرايا قطع الأكسسوار.
ردهة الاستقبال مقسمة إلى صالونين، أحدهما من الجلد والثاني من القماش. الأول احتلّ وسطه عمود كبير غاية في الابتكار، استغله المهندس بطريقة فنية، فجعله خزانة من الخشب المقطع إلى مستطيلات رفيعة، تفتح ليظهر في داخلها جهاز تلفزيون ومكتبة.
هذا الخشب تكرّر بأسلوب هندسي جديد على الواجهات الزجاج التي امتدّت على طول 15 متراً.هنا الخشب اتخذ شكل ستار إلى جانب الستائر القماش الزاهية التي انسدلت على طول الواجهة الزجاج. وصمّمت «البانوات» الخشب ليسهل التحكّم فيها بشكل يريح أهل المنزل.
الصالون الثاني شغله مقعد جلديّ وثير من البيج، وازدان الحائط خلفه بورق الجدران الموشّى برسوم ناعمة من الألوان نفسها.
غرفة الطعام بسيطة وهادئة التصميم، احتلّت الركن الأخير في المكان، وحائطها واجهة كبيرة من الزجاج.
في هذه الطبقة أيضاً حمّام مخصّص للضيوف، فاخر بلونيه الذهبي والأسود. أحد جدرانه من الرخام النادر الإيطالي وتخللته خيوط ذهبية، والجدار الآخر مرآة مستطيلة، تقابلها أخرى فوق المغسلة إطارها من الخشب المذهّب، كما درفة الخزانة تحت المغسلة السوداء.
المطبخ تولّت تنفيذه شركة أجنبية متخصّصة في عالم المطابخ. طغى عليه اللون «الفانغيه»للخشب وتطعم بالستنليس والكروم للأكسسوار وفي وسطه «ايلند» ضمّت المستلزمات الخاصة للطهي. الطاولة ومقاعدها من البلاكسي الأبيض المزخرف بنقوش عصرية.
وانطلاقاً من فكرة الشفافية، صمّم درج من الزجاج والبلاكسي، يقودنا نزولاً إلى غرفة المدفأة التي وضعت على الحائط الخشب، يعلوها جهاز التلفزيون ومكتبة. مقاعدها وثيرة من البيج وأرضها من الباركيه الزاهي اللون الذي امتدّ إلى الجدار. هذا الجناح السفلي ضمّ نادياً رياضياً مصغراً يطلّ مباشرة على الحديقة التي توزّعت على مستويين، وقد نسّق شتولها وأزهارها وأشجارها المثمرة مهندس حدائق اعتنى بتفاصيلها الجمالية التي تشكّل امتداداً لجمال الداخل وهناء الإقامة في أجواء فرحة مفعمة بالحياة.
غرف النوم أربع، كلّ منها «ماستر» تضمّ حماماً وصالوناً صغيراً. اتسمت غرفة الفتاة بلونها الزاهي من الخشب البيج والبنفسجي. غطاء سريرها مفعم بالحياة وموشّى بالورود البيض والبنفسجية.الغرفة الثانية تلائم في ألوانها أهواء الشباب، من الخشب الرمادي والأبيض، مطعمّة في الأرائك والستار باللون الأحمر.
أما الغرفة المخصّصة للأهل فهي من الخشب «الفانغيه» والبيج. ظهر السرير من القماش المبطن وخلفه ورق الجدران البيج، وإطاره من الخشب عبارة عن خزائن، وقد انبعثت منه الإنارة من مصباحين لجهة اليمين واليسار.
السجاد الحرير افترش أرض الغرفة الباركيه كما الستائر البيج الحرير التي تفتح على شرفة خاصة، حيث يحلو الجلوس والتمتّع بالاخضرار والورود. وتوسّطت غرف النوم، غرفة جلوس وثيرة وحميمة ألوانها زاهية، إذ طغى الخشب الأبيض على المكتبة التي توسّطها التلفزيون وطاولة الوسط المقسمّة إلى جزءين.